الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هذا موقف المؤرخ عبد اللطيف الحناشي من إعادة تركيز تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة

نشر في  11 أفريل 2015  (12:00)

أثار قرار إعادة تركيز تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة في شارع الحبيب بورقيبة، وفق ما أعلن عنه مستشار رئيس الجمهورية محسن مرزوق، جدلا كبيرا وامتعاضا في صفوف بعض الأطراف التي استنكرته ولم تستحسنه من بينهم الأمين العام للتيار الديمقراطي محمد عبو الذي اعتبر أن إعادة تمثال بورقيبة ضرب للقيم التي قامت من أجلها الثورة.

وفي هذا الصدد اتصّل موقع "الجمهورية" بالأستاذ والمؤرخ عبد اللطيف الحناشي الذي اعتبر أن الجدلية التي أثارها قرار إعادة التمثال يمكن قراءتها من منظورين الأول ديني والثاني سياسي.

وقال الحناشي بأن الجانب الديني يتمثل في رفض بعض الأطراف الإسلامية التي تتبنى فكرا متطرفا لفكرة التماثيل وتصورها لاعتبارها أصناما يعبدها الكفّار. أما في ما يخص تفسيره للجانب السياسي، فأشار الأستاذ إلى أن بعض الأطراف التي ترفض ذلك القرار مازالت لم تتجاوز عقدة بورقيبة بعدُ رغم أن بعض الأطراف السياسية كحركة النهضة تجاوزت ذلك بعد الثورة بعدما كانت من اشد المنددين بسياسة بورقيبة وأصبح بذلك قياديوها يترحمون عليه بعد ما كانوا يرفضون ذلك تماما، الا القليل منهم.

وفي سياق متصّل اعتبر عبد اللطيف الحناشي بأن كلتا الحالتين مرفوضتين لأن بورقيبة -ورغم ما يُنسب اليه شخصيا او لنظامه من تأويلات معينة ذات علاقة بالممارسة الدينية أو فهمه "الخاص" للإسلام او عدم بناء نظام ديمقراطي كما نص عليه دستور البلاد في عهده او ممارسة العنف (النسبي) ضد معارضيه في فترات مختلفة من حكمه- لا يمكن ان يغيّب او يُلغى دوره في قيادة الحركة الوطنية وفي نيل البلاد لاستقلالها السياسي وفي بناء الدولة الوطنية الحديثة ونشر التعليم وتعميمه وتحرير المرأة وبناء المؤسسات الصحية وتعميمها والاهتمام بالقطاع الصحي كما الضمان الاجتماعي، لذلك فالزعيم بورقيبة سيظل أحد أهم رموز تونس وملهم اجيال عديدة سابقة ولاحقة.

وختم محدثنا تصريحه قائلا" إنّ إعادة تركيز تمثال الحبيب بورقيبة لن يعود بالسلب على تونس بل بالعكس سيعود بالإيجاب اولا لتعبيرنا عن اعتزازنا برموزنا التي عملت وضحت من اجل الوطن وثانيا لتنشيط الذاكرة الوطنية وترسيخها ومهما كان الأمر فلا احد يمكن ان ينسى بورقيبة او يلغيه من ذاكرة الشعب وتاريخ الوطن".

منارة تليجاني